[color:fed9=white:fed9]الصديق العزيز محمد عثمان جبريل
عمدة العمد
عتبة النص توحي أن بطل القصة مصاب بأزمة عاطفية بعد أن هجرته حبيبته فدفعته غريزته إلي قنص بنات الليل من علي الطرقات ، فاكتسب خبرة في معرفتهن من مظهرن والسرد بلغة الراوي العليم { .. فبالرغم أن الحياة أعطته دروس قاسية تعلم منها ألا ينخدع بالمظاهر .. لكن إحساسه دائما لا يخذله !}
والفكرة التي ألحت علي الكاتب كي يظهرها في هذا الشكل الفني هي انخداع الناس بالمظاهر والحكم عليهم بالإحساس، فأختار لفكرته معادل موضوعي يترجم خطأ هذا الاعتقاد من خلال شخوصه التي اختارها من أنماط مجتمعية وكأنها حقيقية في القصة ، فالبغاء أقدم مهنة في التاريخ
وإن اختلفت طرق وأماكن ممارسته ، فزمن القصة المتخيل يشبه زمننا الحاضر وكذالك طريقة اصتياد الفريسة ، ناصية شارع 00 بغية ( بنت ليل )سيارة 00عربيد 00ثم تبدأ المساومة 00
المفارقة هنا أيهم الفريسة 00 الرجل أم المرأة ؟ من يصتاد من ؟ فوسيلة الرجل في قنص الأنثى فراسته ووسامته ووسيلة الأنثى في الإيقاع بالرجل مفاتنها ، كيف يستخدم كل منهم أدواته ؟
فبطل النص حين رأي تلك الجميلة في وقفتها المريبة أحدث في مخيلته نوع من المقارنة بينها وبين من هجرته 00 فمالت كفتها ولاقت هوي في نفسه 00 ويأخذك الكاتب إلي الحوار الداخلي لنتعرف علي ما يدور داخل النفس البشرية المخدوعة بالأوهام
{ }_{نعم ربما تكون على موعد هام ...لا انها تنتظر سائقها .. فملابسها تدل على رفاهية وثراء باديان .. اناقتها تدل على أصالة وعراقة ... أما ما ترتديه من حلى فحدث ولا حرج ! .. ربما يفوق كنز أمه المسكينة التى لم ترتديه خوفا من الحسد .. حتى انتقلت الى الرفيق الأعلى .. وتفرق دمه على الورثة!
هكذا ظن .. وبهذا حدثته نفسه!ـ أما ما ترتديه من حلى فحدث ولا حرج ! .. ربما يفوق كنز أمه المسكينة التى لم ترتديه خوفا من الحسد .. حتى انتقلت الى الرفيق الأعلى .. وتفرق دمه على الورثة! } ـ هذا المقطع علي لسان الراوي وليس لسان بطل القصة ربما يعتبر من وجهة نظري تدخل من الكاتب في النص ولو لاحظنا أن أداة السرد التي استخدمها القاص [/color[color=cyan]]{ ربما } كانت موفقة ، فهي تفتح باب الظن لا اليقين لتواكب ما يصبو إليه المؤلف من أن الحكم المبني علي تحليل معطيات المظهر والإحساس الداخلي قد يكون في أغلب الأحيان كاذبة
وها هوالبطل بدأ يلقي شباكه علي الفريسة وتخيل حواراً بينه وبينها
{ تعلقت عيناه .بعينيها نظرت إليه نظرة غائمة .. ارسل لها نظرة تحمل رسالة حارة .. ( سيدتى الصغيرة الرائعة .. أبعث لك بساخن الأحاسيس .. وطازج الرغبات ..روحى ظمآنة قاحلة ... لكن صدرى مزدحم ببذور العشق .. التى تنتظر فرح الربيع ... فهل تشفق السيدة الغيمة وتهطل على أرضى المشتاقة .. كونى مائى .. ونمائى }
والفريسة قرأت ما في عينيه ولم يروق لها صيادها { تفحصته .. بنظرات صاعدة هابطة .. فهابطة صاعدة .. توقفت عيناها على عينيه .. ألقت عليه نظرات ازدراء .. ومطت شفتيها واشاحت بوجهها ..}
فعاد يحدث نفسه
{... لا و ألف ألف لا الكبت الجنسى يصيغ ظنك الردئ فى قالب غاية السوء !}
ثم عاد للمراقبة ومن الشواهد التي راءها كون حيثيات حكمه
{ هذه السيدة الرقيقة لو كانت فى زمن آخر لكان مستقرها فى خلوة .. أو دير ..و الآن ربما تكون مدرسة جامعية تعلم الآداب العالمية}
وعندما تركب السيارة مع الرجل التي قنصته بوسائل إغرائها يكتشف بطل النص أن المظاهر خدعته وإحساسه قد خانه 000
كل قراءة احتمال وتفتح علي قراءة أخري وباعثة لها
خالص تقديري واحترامي