البيئة والانسان لاسيما مرضى الجهاز التنفسي
السبت 07 سبتمبر 2002 10:17
عمان - مشعل السرهيد: يحرص اناس كثيرون على اقتناء اشجار الزينة المصنعة من البلاستيك كزينة في بيوتهم ومكاتبهم ومحلاتهم اعتقادا منهم بتفوق ايجابياتها على سلبياتها وانها لاتحتاج الى كبير عناية مقارنة مع مثيلتها الطبيعية .
بيد ان الواقع والحقائق العلمية تثبت عكس ذلك لجهة ان اشجار الزينة المصنعة من مادة البلاستيك لها اضرارها وتأثيراتها السلبية على البيئة وصحة الانسان لاسيما على المصابين بالحساسية في الجهاز التنفسي . وافاد رئيس قسم الامراض الصدرية في وزارة الصحة الاردنية الدكتور خالد ابو رمان بان " اشتال الزينة المصنعة من البلاستيك تؤثر سلبا على الاشخاص الذين يعانون من حساسية في الجهاز التنفسي او ما يعرف بالربو " .
وقال ابو رمان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان حشرة المنزل تعيش وتتكاثر في الاشجار الصناعية بخاصة اذا كانت مصنعة على هيئة او شكل يسمح بتراكم الغبار فيها"
مشيرا الى ان "هذه الحشرة تتسبب بزيادة معاناة المصابين بالتحسس القصبي وامراض
الجهاز التنفسي " .
وتابع ان "الاشجار الصناعية بانماطها المختلفة واشكالها المصطنعة والغريبة والوانها المركبة تعتبر عنصرا اخر من عناصر خلق التوتر النفسي الناجم عن روءية التناسق المنعدم او الماثل بدرجة متدنية بين اجزاء معظم الاشجار او الاشتال البلاستيكية او الاصطناعية" . ونبه الى ان "لمس الاطفال لهذه الاشجار وتعرضهم للاصباغ الموجودة فيها يضر بالجهاز الهضمي على المدى البعيد وعندما يتناولون بعضا منها يصابون بالام في المعدة وعسر نتيجة عدم القدرة على هضمها" .
وشرح الدكتور ابو رمان جانبا مختلفا من سلبيات الاشجار الصناعية قائلا انها "في حال تعرضت الى الاحتراق فانها تنتج مواد كبريتية نفاثة تعاظم من سرعة الاشتعال وتعمل على انتشاره". واتقاء من شرورها ينصح الاكاديمي الاردني " بالاعتناء بالاشجار الصناعية باستمرار حيثما وجدت بازالة الغبار عنها لكي لا يتكاثر الغبار عليها
وتكون بيئة خصبة لعيش حشرة المنزل وتكاثرها " .
وفي المقابل يورد بعض ايجابيات اشجار واشتال الزينة الطبيعية ملاحظا ان استخدامها في الاماكن المختلفة " يؤثر ايجابيا على صحة البيئة والانسان في التقليل من تلوث الهواء ويمنح الانسان عند مشاهدته لها شعورا بالراحة والاستمتاع بجمال الطبيعة التي خلق الله " .
كما ان "الاشتال الطبيعية لا تحتاج الى جهد كبير في عملية تنظيفها والعناية بها لاسيما اذا تمت مقارنتها من هذه الناحية مع الانواع الصناعية " بحسب قول الاكاديمي الاردني.
ويخلص الدكتور ابو رمان الى الحث على "العودة الى الطبيعة" مبرزا "افضلية التعامل مع كل ماينتمي لها والابتعاد قدر الاستطاعة عن كل ما هو صناعي مساهمة في تقليل الاثار غير المحمودة للمواد والمقتنيات ومختلف الاشياء الصناعية التي من شانها الاضرار بصحة الانسان او البيئة على حد سواء".
اما مدير مشروع استراتيجية التنوع الحيوي في الموءسسة العامة لحماية البيئة في الاردن الدكتور عبد المعطي التلاوي فيميط اللثام عن بعد خطير مغاير محذرا من ان "استخدام المعادن الثقيلة لتثبيت الوان البلاستيك في الاشجار غير الحية قد يزيد من خطر الاصابة بمرض السرطان". ويمضي قائلا " كما ان بعض هذه الاصباغ والالوان قد يكون ساما بالاصل بخاصة اذا تم استعماله بطرق غير مدروسة وعلى ايدي اشخاص غير مؤهلين لان النسب المستخدمة في الانواع المختلفة للاصباغ هي نسب محددة واي خلل فيها زيادة او نقصانا قد يجعلها موادا ذات سمية عالية".
وانذر الدكتور التلاوي كذلك من انه " في حالة حدوث حريق داخل المنزل او المحل او اي مكان يحتوي على كمية من هذه الاشجار الصناعية يزداد خطر احتراقها الذي تنتج عنه غازات بالغة السمية قد تتسبب في الاختناق اكثر مما يسببه احتراق المواد الطبيعية الموجودة في المنازل اوتلك التي تدخل في تصنيع محتوياتها " .واوضح ان " مادة البلاستيك هي اصلا من مشتقات البترول وان احد اهم المواد المستخدمة في تصنيع البلاستيك مادة الاثيلين وهي عبارة عن سلسلة من الكربون والهيدروجين ولذلك فان اخطارها عامة توازي الى حد كبير الاخطار التي يسببها وجود اي من مشتقات البترول داخل المنزل " .
ويسلط المسؤول البيئي الاردني الضوء على المشاكل البيئية للبلاستيك والاشجار او الاشتال المصنعة من هذه المادة مشددا على ان " خطورة المواد المصنعة من البلاستيك عموما تكمن في عدم امكانية اعادة تدويرها وصعوبة تحللها بيولوجيا على النقيض من المواد والادوات المصنعة من المواد الرفيقة بالبيئة كالخشب والورق " .ومن زاوية اخرى لهذا الموضوع يعزو امجد سليمان وهو صاحب احد محلات بيع الازهار في عمان اقبال الزبائن على اقتناء الاشجار الصناعية الى سبب رئيسي يتمثل بظن غالبيتهم بانها لا تحتاج للعناية كما هو الحال بالنسبة للاشتال الطبيعية .
ومع ان هناك اشجارا صناعية مرتفعة الثمن لكونها مشغولة من الحرير او من مواد اخرى غالية الثمن الا ان شريحة عريضة من الناس تعتقد برخص الانواع العادية من الاشجار الصناعية بالنظر الى طول عمرها ومقارنة بالاشجار الطبيعية التي يرون ايضا ان الاهتمام بها يضع على كواهلهم عملا منزليا اضافيا . وفي ظل هذا الفهم الخاطىء فان الراغبين في التوفير والاقتصاد او غير المقتدرين ماديا يقررون غالبا شراء الاشجار او الاشتال الصناعية متدنية الثمن دون وعي لمساوئها ومخاطرها.